الخميس، 19 يوليو 2018

ابن تيمية شيخ الإسلام وعلم الكلام

ابن تيمية شيخ الإسلام وعلم الكلام

ابن تيمية شيخ الإسلام وعلم الكلام



ابن تيمية شيخ الإسلام وعلم الكلام

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وآله وصحبه ومن والاه وبعد.

من التهم التي يُرمى بها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه دخل في علم الكلام المذموم حتى أن بعض الغلاة الكارهين له يصفه بأنه من المتكلمة وليس من أهل السُنة

وفي رد مختصر* حول هذه الفرية

لا شك أن علم الكلام قد ذمه السلف
وابن تيمية رحمه الله لم ينكر ذلك بل أكده بحجج وبراهين عدة
فهل كان رحمه الله داعية لهذا العلم أم ذامًا له!
ومن زعم نصرة ابن تيمية لهذا العلم فليأتي ببينة
كذلك شيخ الإسلام رحمه الله لم يطلب علم الكلام ليستفيد منه أو ليتخذه منهاجا وطريقة في الرد على المتكلمة  ،وإنما تعلم رحم الله هذا العلم في مطلع حياته وشبابه  فلما رسخ في العلم وانكب على الكتاب والسنة لم يقبل على هذا العلم، إلا إنه استفاد منه في الرد على طائفة المتكلمة التى كانت هي السادة في زمانه بين العلماء والقضاة والأمراء  فطحن رحمه الله علم الكلام وأدلته بعلم الكلام نفسه أحيانا ،وأحيانا وهذا هو الغالب بالكتاب والسنة وفهم السلف الصالح

ونوجز الرد على هذه الفرية عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيما يلي

1 - أن ابن تيمية رحمه الله لم يستخدم المصطلحات الكلامية في التقريرات وإنما استخدمها عند الرد علي المتكلمة أو عند المناظرات
فمثلا كتاب العقيدة الواسطية له لن تجد فيه أي لفظ يشين كتابه وتقريراته التي سارت على منوال السلف وطريقتهم
ولكن في رده على الرازي وكتابه تأسيس التقديس وهو الرد المسمى بيان تلبيس الجهمية، وهذا الكتاب - كتاب الرازي-كان في زمن ابن تيمية رحمه الله له شنة ورنة - مكسر الدنيا- وكان هذا المصنف عند المتكلمة بمثابة تلمود موسى بن ميمون فيلسوف اليهود عند اليهود
وكان المتكلمة في تلك الفترة كل شئ، وكانوا وللأسف وجهة الدين، وزادهم قوة إلى قوتهم مثل هذه المصنفات

2 - في مقدمة كتابه - بيان التلبيس - نقل رحمه الله بعض فصول من مناظرة الحيدة ل عبد العزيز الكناني من أصحاب الشافعي، وهذه المناظرة مزكاة من أهل السنة، وصاحبها انتهج مصطلحات المتكلمة
وفي كتابه رد التعارض قال رحمه الله : " ﻓﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻫﻲ ﻋﻤﺪﺓ ﻫﺆﻻء**ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻘﺮﺁﻥ.
ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻘﻬﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻤﻜﻲ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺤﻴﺪﺓ اﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ...
ثم قال" ﻭﻗﺪ ﻳﻈﻦ اﻟﻈﺎﻥ ﺃﻥ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻫﻮ ﻛﻼﻣﻪ ﺑﻌﻴﻨﻪ***، ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ، ﻭﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺬاﺗﻪ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ ﻭﻣﺸﻴﺌﺘﻪ، ﻭﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻗﻮﻝ اﺑﻦ ﻛﻼﺏ.
ﻭﻟﻴﺲ اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ـ ﻫﺬا ـ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﻼﻡ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﺧﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺴﻠﻒ ﻭﺃﻫﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ."

فتأمل أخي هذه المناظرة
ستجد أن الكناني رحمه الله استخدم طريقة المتكلمة وتقاسيمهم عند المناظرة ومع متكلم وهو بشر الخبيث وليس في غير ذلك، لذلك لم يجد شيخ الإسلام رحمه الله مانعا أن يتخذ نفس الطريقة ومع مجرم مثل الرازي كان لكتابه صولة وقوة وقد لبسَ بكتابه هذا على الكثير

3 - كان لابن تيمية رحمه الله سلف آخر في اتباع هذه الطريقة، بل هذا السلف أكبر مقاما من الكناني رحمه الله وهو ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻫﺮﻣﺰ
روى الفسوي في المعرفة والتاريخ قال : " ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺯﻛﻴﺮ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ اﺑﻦ ﻭﻫﺐ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ: ﻛﺎﻥ اﺑﻦ ﻫﺮﻣﺰ ﺭﺟﻼ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﻗﺘﺪﻱ ﺑﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻗﻠﻴﻞ اﻟﻜﻼﻡ ﻗﻠﻴﻞ اﻟﻔﺘﻴﺎ، ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺘﺤﻔﻆ ﻭﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﻔﺘﻲ اﻟﺮﺟﻞ، ﺛﻢ ﻳﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﺃﺛﺮﻩ ﻣﻦ ﻳﺮﺩﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺒﺮﻩ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻓﺘﺎﻩ
ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺼﻴﺮا ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ اﻷﻫﻮاء ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻢ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺎ اﺧﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻷﻫﻮاء "
انظر ترجمة هذا الإمام
وتأمل قول الإمام مالك رحمه الله عنه إذ قال :" أحب أن أقتدي به "
وأنظر متى كان يستخدم علم الكلام الذي يتقنه
4 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ،وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
والمقصود أن كل نبي بعثه الله إلى قومٍ عُرف عنهم القوة في ميدان ما فنبي الله موسى عليه السلام أرسله الله عز شأنه إلى قوم أُشتهر عنهم وفيهم السحر فكانت معجزة موسى عليه السلام في العصا أو يده، فكان يلقي العصا فتتحول إلى ثعبان أو يخرج يده فتكون بيضاء، ونبي الله عيسى عليه السلام كانت معجزته في قومٍ مهرة في الطب فكان يعالج أمراضًا عسر على أمهر أطباء زمانه علاجها
ومعجزة نبينا كانت في القرآن الكريم في قوٍم بلغاء
وهذا الخبر استنبط بعض أهل العلم أن زمن ابن تيمية رحمه الله كان الظهور والقوة لأهل الكلام وكانوا هم وجهة الدين
فكان لا بد أن يرد عليهم علمهم بعلمهم نفسه، ويسقط براهينهم ببراهينهم نفسها
فلم يكن رحمه الله داعية لعلم الكلام، بل استخدم علم الكلام أحيانا في إسقاط علم الكلام

5 -المتكلمة الأوائل لم يكونوا دعاة لاتباع الكتاب والسنة، بل كان بعضهم يقصد هدم الإسلام، فأين مثل هذا عند ابن تيمية رحمه الله وهو لم يوافق المتكلمة في عقيدة واحدة من عقائدهم
حتي العقائد التي يزعم الزاعمون الناقمون على ابن تيمية رحمه الله إنه وافق المتكلمة فيها مثل القول بفناء النار، إنما بنى حكمه رحمه الله على آثار سلفية ثبتت عنده واحتملت المعنى الذي مال إليه ابن تيمية رحمه الله، بخلاف الجهمية الذين بنوا حكمهم وأصلوا له طبقا لعقيدة تناهي الحوادث التي يقولون بها وتعني أن كل حادث -مخلوق- سيفنى فقالوا بفناء الجنة والنار

6- يرى ابن تيمية رحمه الله أن ذم السلف لعلم الكلام إنما لأحتوائه على ألفاظ مشكلة لا تشفي الصدور ولا تبرئ المريض، وأن اللفظ المشكل إنما يشكل إن وضع في مناط من شأنه بث الإشكال عند المتلقي، أما من كان يتكلم بكلامٍ لا يخرج في دلالته عن الكتاب والسنة وعرف باستقرأ حاله إنه مُريد للحق فهذا لا غبار على كلامه ولا مطعن فيه وانظر تقريراته وفهمه رحمه الله وتأمل جيدًا أدلته فإن هذا الشيخ ما كان يتكلم في مسألة بدون دليل أو سلف صالح
وستجد ذلك تحت هذه الإحالات
(مجموع الفتاوى 3-306)
(مجموع الفتاوى 13-147)
( مجموع الفتاوى 16-473)
(درء التعارض 1-232)
(درء التعارض من 7-171)
(رسالة في الصفات الاختيارية من جامع الرسائل 2-36) ****

7 - أخرج معمر في جامعه (٢٠٧٥٩) من طريق : ابن شِهَاب الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: " أَدْرَكْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ وَوَعَيْتُ عَنْهُ، وَأَدْرَكْتُ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ وَوَعَيْتُ عَنْهُ، وَأَدْرَكْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَوَعَيْتُ عَنْهُ، وَفَاتَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ !
فَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عُمَيْرَةَ أَنَّهُ (أي معاذ رضي الله عنه) كَانَ يَقُولُ فِي كُلِّ مَجْلِسٍ يَجْلِسُهُ:
«اللَّهُ حَكَمٌ قِسْطٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ، هَلَكَ الْمُرْتَابُونَ،
مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنٌ يَكْثُرُ فِيهَا الْمَالُ، وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ حَتَّى يَأْخُذَهُ (يحفظه) الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ، وَالْحُرُّ وَالْعَبْدُ، وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ، فَيُوشِكُ الرَّجُلُ أَنْ يَقْرَأَ (يحفظ) الْقُرْآنَ، فَيَقُولَ: قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ، فَمَا لِلنَّاسِ لَا يَتَّبِعُونِي وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ؟ ثُمَّ يَقُولُ: مَا هُمْ بِمُتَّبِعِيَّ حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَهُ، فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِعَ ! فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلَالَةٌ.
اتَّقُوا زَيْغَ الْحَكِيمِ، فَإنَّ الشَّيْطَانَ يُلْقِي عَلَى فِيِّ الْحَكِيمِ الضَّلَالَةَ، وَيُلْقِي لِلْمُنَافِقِ كَلِمَةَ الْحَقِّ،
قَالَ: قُلْنَا: وَمَا يُدْرِينَا يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَنَّ الْمُنَافِقَ يُلْقِي كَلِمَةَ الْحَقِّ، وَأَنَّ الشَّيْطَانَ يُلْقِي عَلَى فِي الْحَكِيمِ الضَّلَالَةَ؟
قَالَ: اجْتَنِبُوا مِنْ كَلَامِ الْحَكِيمِ كُلَّ مُتَشَابِهٍ، الَّذِي إِذَا سَمِعْتَهُ قُلْتَ: مَا هَذَا؟
وَلَا يُثْنِيكَ ( لايصرفك) ذَلِكَ عَنْهُ، فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يُرَاجِعَ ،
[ وَتَلَقّ  ] الْحَقَّ إِذَا [ سَمِعَتهُ ]، فَإنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا».
[ إسناده صحيح ]
وأخرجه أبو داود في سننه (٤٦١١) والفسويّ في المعرفة والتاريخ (٣٢١/٢) والفريابيّ في صفة النفاق وذمّ المنافقين (٤٠).
وهذا الخبر الدُرة لذوي الأفهام وطُلاب النجاة ففيه
حرص الصحابي العالم معاذ بن جبل رضي الله عنه على إزالة الريبة والشك من قلوب المسلمين، فكان يقرر قاعدة ما في كل مجلس إن استقرت هذه القاعدة وفهمت جيدًا كانت عونا لصاحبها على النجاة
وهذه القاعدة هي أن الحكيم قد يزل فيتكلم بالمشكل من القول، ورغم ذلك يقر على كونه حكيما ولا يهجر كليا ولا يظن به الشر فالحكيم قد يزل
فإذا كنت لا تستوعب كلام ابن تيمية وحجته، فما الذي يضرك أن تنكر قوله في هذه المسألة أو غيرها مع إقرارك له بالعلم والإمامة، فهل هناك أحد كان كابن تيمية رحمه الله في زمانه في نصرة الكتاب والسنة والصبر على البلاء، وهل كان في زمانه أهل سُنة ظاهرون فأفسد عليهم ابن تيمية سُنيتهم ودخنَ عليهم
لا نقر له بعصمة ولا نغالي فيه! فليخطأ رحمه الله، فلا بد وكيف ستقر العصمة للنبي صلى الله عليه وسلم إن تعاملنا مع ابن تيمية رحمه الله أو غيره إنه لا يزل ولا يخطئ
ولكن قبل نقدك له أو لغيره فأنظر
دليله
وأصوله
ومنهجه
وسيرته
ومناط كلامه لما قاله ومتى قاله؟
8- كثير من الشباب يبدعون الناس وفقا لأصل القول والقاعدة دون النظر أو الفهم لتنزيلات وتفصيلات هذا الأصل
ف علم الكلام هو مذموم في الأصل، ولكن هل فهمت ما هو علم الكلام؟
وعلة الذم عند السلف قبل أن تكرر الكلام بلا فهم
وابن تيمية لم ينكر ذم علم الكلام، بل كان يذمه ذما شديدا ويكفي إنه كان يراه لا يصلح في بيان الحق
وألفَ وكتب الكثير في إسقاط هذا العلم
وكدليل - التبديع أو التكفير انطلاقًا من أصل صحيح -
انظر الخوارج الأوائل انطلقوا في تكفير السلف من أصل صحيح وهو ( إن الحكم إلا لله) ولكنهم اطردوا الآية فكفروا كل من حكم بحكم غير حكم الله، ولم يفهموا أن من حكم بغير كتاب الله فيما أجازه ورخص فيه فلا ينطبق عليه حكم التكفير، لذا احتج عليهم ابن عباس رضي الله عنهما بقوله تعالى (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا)
فهذا نص من كتاب الله على جواز أن يحكم الناس فيما بينهما
وعلى ذلك فقس
 مثل قاعدة عدم جواز الصلاة على المبتدع أو الفاسق، فهذا أصل لا ننكره وقد ثبت عن أئمة السلف إنهم كانوا لا يصلون علي من تلبس ببدعة أو عرف عنه الفسق
ولكن هل إن صلى أحد على هؤلاء المنهي عنهم يعد صاحبه مخالف أو مبتدع
الصحيح لا
فقد فعل أئمة ذلك
لذلك من قال أن ترك الصلاة في هذا الموطن فرض فكلامه مردود عليه بفعل بعض الأئمة، قال سفيان الثوري وهو إمام جبل عند موت ابن أبي رواد وقد ترك الصلاة عليه، وكان ابن أبي رواد عابداً زاهدا عُرف بالإرجاء : " إني أصلي على من هو دونه غير أنى أردت أن أريكم إنه كان على بدعة" وهذا القول منه دليل على أن الأصل ترك الصلاة ولكن بعض التفصيلات لها حكم آخر
وكقاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر، فأنطلقوا منها إلى تكفير أي أحد لا يكفر كافرا يكفرونه هم، وربما لم يُكفر هذا الكافر لاختلاف دلالة كلامه عند الآخر أو ربما أطلع هذا الذي لم يكفره على توبة فترحم عليه
وكقاعدة تكفير العاذر، فليس كل عاذر كافر
والخطب كثير وفي طياته مرار أي مرار


اللهم غفرانك على ما سُطر من باطل، وتقبل منا الصواب فإنه منك

--------------
* إن شاء الله يكون هناك رد أوسع وأشمل من ذلك حول نفس المسألة

** يقصد أبا بكر العربي وأبا منصور الماتريدي وميمون النسفي وبعض أصحاب أبي حنيفة

***يعني الكلام في القرآن

**** هذه الإحالات مُستفادة من مقالة ( تفصيل الاجمال في مصطلح"علم الكلام" عند شيخ الاسلام ابن تيمية) كتبها أحد الأخوة جزاه الله خيرا




هناك تعليق واحد:

  1. How To Make Money From Betting On Soccer | Working Toms
    If the septcasino team you choose chooses to place a bet on – you're making a 제왕카지노 small profit. · Use หารายได้เสริม the Bet Builder tab to start selecting your bet. · A

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظة ل مدونة سبيل الرشد 2016