قسم1

الثلاثاء، 12 مارس 2019

لِمَ كان القول بخلق القرآن كفراً؟





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وآله وصحبه ومن والاه وبعد  
هذا مقال نقلته - ولست كاتبه - من الشابكة عن مسألة هامة ؛من أهم مسائل أصول الدين  وقد ظن البعض انها مسألة جدلية لجهله بمآلات هذا القول - خلق القرآن - 

لِمَ كان القول بخلق القرآن كفراً؟


حكى الإمام اللالكائي (ت 418هـ) مقالة السلف الصالح: أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن من قال بخلقه فهو كافر، وأسندها إلى خمس مائة وخمسين إماماً، سوى الصحابة الأخيار - رضي الله عنهم(1) - ثم قال:
«ولو اشتغلتُ بنقل قول المحدِّثين لبلغتْ أسماؤهم ألوفاً كثيرة، لكني اختصرت وحذفت الأسانيد للاختصار، ونُقلَتْ عن هؤلاء عصراً بعد عصر لا ينكِر عليهم مُنكِر، ومن أنكر قولهم استتابوه، أو أمروا بقتله، أو نفيه، أو صلبه(2)» .

والأدلة على كون القرآن كلام الله غير مخلوق أكثر من أن تُحصَر، ومن ذلك أن الله - تعالى - فرق بين الخلق والأمر في قوله - تعالى -: {أَلا لَهُ الْـخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف: ٤٥]؛ فالخلق خلق الله، والأمر: القرآن. 
كما فرَّق - سبحانه - بين عِلْمه وخَلْقه، فقال - عز وجل -: {الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الإنسَانَ} [الرحمن: ١ - ٣]؛ فالقرآن عِلمُه، والإنسان خَلْقُه؛ فعلمه - تعالى - غير مخلوق. قال - سبحانه -: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [آل عمران: ١٦]؛ فالعلم هاهنا هو القرآن.
وفي حديث خولة بيت حكيم - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يقول: «من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق، لم يضرَّه شيء حتى يرحل من منزله ذلك(3)» .
فلكمات الله غير مخلوقة؛ إذ لا يُشرَع الاستعاذة بمخلوق، وإنما يستعاذ بالله - تعالى - وبأسمائه وصفاته.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: «فَضْل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه(4)» ؛ فلو كان كلام الله مخلوقاً لم يكن فضل ما بينه وبين سائر الكلام كفضل الله على خلقه، وليس شيء من المخلوقين من التفاوت في فضل ما بينهما كما بين الله وبين خَلْقِه(5)» .


فالقول بخلق القرآن كفر ظاهر؛ إذ هو تكذيب لنصوص الوحيين، وإلحاد في أسماء الله وصفاته، وتعطيل لما يحب الله - عز وجل - من الكمال، أفيقال بعد هذا: إن هذه المسألة ليست من أصول الدين(6) ؟
أيُظَن أن السلف الصالح يكفِّرون ويغلِّظون على من خالفهم في مسألة فروعية؟
أيُظَن أن الإمام أحمد بن حنبل يُعرِّض نفسه للتلف لأجل مسألة يسوغ فيها الخلاف؟
فلقد كابد الإمام أحمد السجن أكثر من عامين، وتخلَّى عنه الناس، وتوالت عليه السياط، وعانى الضرب الشديد حتى تخلَّعت يداه، وتفاقمت جروحه، ومُنِع من صلاة الجمعة والجماعة... أفيكون ذلك كله لأجل أمر اجتهادي؟ رحم الله الإمام علياً بنَ المدني؛ إذ يقول: «أعز الله الدين بالصدِّيق يوم الردة، وبأحمد يوم المحنة(8)» ، بل قال بِشْر الحافي بشأن الذين أجابوا في المحنة: «وددت أن رؤوسهم خُضِّبت بدمائهم، وأنهم لم يجيبوا».

والمقصود أن القول بخلق القرآن من أشنع الزندقة وأخبثها، وقد أدرك سلفنا الصالح فداحة هذه الزندقة ومآلاتها، وبيَّنوا مناقضتها لأصول الإسلام؛ سواء في الدلائل أو المسائل:
فأما الدلائل: فإن القول بخلق القرآن باعثُه القياس الفاسد والعقل المريح؛ فهو تحاكم وتسليم لعلم الكلام والابتداع، وإعراض واعتراض على نصوص الوحيين (أصدق الكلام وخير الهدي(9)) .
لقد أكمل الله - تعالى - لأمة الإسلام الدين وأتم عليهم النعمة: «فنحن نعلم أن كل حق يحتاج الناس إليه في أصول دينهم لا بد أن يكون مما بيَّنه الرسول "صلى الله عليه وسلم"؛ فكيف يجوز أن يترك الرسول أصول الدين التي لا يتم الإيمان إلا بها لا يبينها للناس؟
وهذا مما احتج به علماء السُّنة على من دعاهم إلى قول الجهمية القائلين بخلق القرآن، وقالوا: إن هذا لو كان من الدين الذي يجب الدعاء إليه لعرَّفه الرسول "صلى الله عليه وسلم"، ودعا أمته إليه... فكل من دعا إلى شيء من الدين بلا أصل من كتاب الله وسُنة رسوله لقد دعا إلى بدعته وضلالته(10)» .

وأما مناقضتها لأصول الإسلام في مسائله: فهي تنقض أصلَي شهادة لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله "صلى الله عليه وسلم"؛ فالقول بخلق القرآن تعطيل لرب العالمين - عز وجل - وطعن في الرسالة وإبطال للشرائع... وهذا قد جاء مبيَّناً في آثار السلف الصالح؛ فقد قال الإمام عبد الله بن إدريس: من قال القرآن مخلوق فقد أمات من الله شيئاً (10) .
«وقال الإمام أحمد بن حنبل: إذا زعموا أن القرآن مخلوق فقد زعموا أن أسماء الله مخلوقة.
فأجاب أحمد بأنهم وإن لم يقولوا بخلق أسمائه فقولهم يتضمن ذلك، ونحن لا نشك في ذلك حتى نقف فيه(11)» .
وقال عبد الله بن أيوب المخرمي: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال: إنه مخلوق، فقد أبطل الصوم والحج والجهاد وفرائض الله(12)» .

وقد أوجز ابن تيمية هذا الطعن في الشهادتين لدى القائلين بخلق القرآن؛ فقال: «وكان أهل العلم والإيمان قد عرفوا باطن زندقتهم ونفاقَهم، وأن المقصود بقولهم: إن القرآن مخلوق أن الله لا يكلم ولا يتكلَّم، ولا قال ولا يقول، وبهذا تتعطل سائر الصفات: من العلم والسمع والبصر وسائر ما جاءتْ به الكتب الإلهية، وفيه أيضاً قدح في نفس الرسالة؛ فإن الرسل إنما جاءت بتبليغ كلام الله، فإذا قُدِح في أن الله يتكلم كان ذلك قدحاً في رسالة المرسلين، فعلموا أن في باطن ما جاؤوا به قدحاً عظيماً في كثير من أصلَي الإسلام: شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمداً رسول الله(13)» .

لقد كانت مقالة الأشاعرة في القرآن أقلَّ انحرافاً من مقالة المعتزلة؛ فإن المعتزلة يزعمون أن القرآن مخلوق لفظاً ومعنىً، وأما الأشاعرة فيجعلون القرآن هو المعنى القائم بذات الله، وأما الحروف والأصوات فهي دالة عليه، وهي مخلوقة. ومع ذلك فإن مقالة الأشاعرة قد آلت بالمتأخرين منهم إلى القول بأن المصحف ليس فيه إلا المداد والورق، فامتهنوا القرآن وداسوه بأرجلهم (14).
وأخيراً فإن المتعين الرسوخ في فقه هذه المسألة الجليلة، وإظهارها بين الخلائق، وبيان عمق علم السلف، وحِدَّة أفهامهم، ودرايتهم بمآلات الأقوال ولوازمها، خلافاً لمن تنكَّب سبيلهم فهوَّن من شأن هذه المسألة، وخاض فيها بالباطل، وانتقص أهل السُّنة، فجمع بين الجهل والظلم، فلا عِلْم مصدَّق ولا عدل محقَّق. وبالله التوفيق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]  انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي: 2/312، 2/216 - 312.
[2] المرجع السابق: 2/312.
[3] أخرجه مسلم.
[4] أخرجه أحمد: 3/390، وأبو داود: (4734)، والترمذي: (2925) وصححه.
[5] انظر: الرد على الجهمية لعثمان الدارمي: ص 162.
[6] قالها بعض الذين أُشربوا البدعة كالمقبلي في العلم الشامخ، وأبي غدة في مسألة خلق القرآن، وتبعهم بعض متسننة هذا العصر، أرباب الترنح والتلفيق.
انظر في الرد عليهم: رسالة تنبيه الإخوان، لحمود التويجري، والمحنة وأثرها في منهج الإمام أحمد، لعبد الله الفوزان.
[7] طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى: 1/28.
[8] انظر: الأشاعرة عرض ونقد لسفر الحوالي: ص 64 - 66.
[9] الدرء لابن تيمية: 1/233 - 234 = باختصار.
[10] أخرجه ابن بطة في الإبانة (الرد على الجهمية): 2/44.
[11] التسعينية: 2/577 - 581.
[12] أخرجه ابن بطة في الإبانة (الرد على الجهمية): 1/352.
[13] بيان تلبيس الجهمية: 3/518 - 519، وانظر: شرح الأصفهانية (ت: مخلوف): ص 60، ومجموع الفتاوى: 12/7.
[14] انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية: 8/425.

لِمَ كان القول بخلق القرآن كفراً؟

الاثنين، 4 مارس 2019

دراسة مختصرة عن أثر " حق عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَحْكُمَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ" وبيان دلالته

دراسة مختصرة عن أثر " حق عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَحْكُمَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ" وبيان دلالته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد
ورد عن على بن أبي طالب رضي الله عنه أثر في مسألة الإمام ووجوب أن يحكم بما أنزل الله فإن فعل ذلك وجب على الرعية السمع والطاعة, والأثر صحيح السند والحمد لله, وسيظهر ذلك مع توضيح دلالة الأثر ومفهومه
أولًا :الأثر من حيث السند
عن مصعب بن سعد قال قال علي رضي الله عنه:" كَلِمَاتٌ أَصَابَ فِيهِنَّ: حَقٌّ عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَحْكُمَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ , وَأَنْ يُؤَدِّيَ الْأَمَانَةَ , فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقًّا عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَسْمَعُوا وَيُطِيعُوا وَيُجِيبُوا إِذَا دُعُوا"
وقد أخرجه كل من
الطبري في تفسيره 8/490 ط البيان, التفسير من سنن سعيد بن منصور رقم 651 ط دار الصميعي,وتفسير ابن المنذر رقم 1922 ط دار المآثر, السنة للخلال رقم 51 ط الفاروق, مصنف بن أبي شيبة رقم32532 ط الرشد, الأموال لابن زنجويه ص 71
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره رقم 5520 ط نزار مصطفى الباز دون لفظ "كَلِمَاتٌ أَصَابَ فِيهِنَّ "
وقد أخرجه الجميع عن طريق إسماعيل بن أبي خالد عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه
فقد أخرجه الطبري من طريق عبد الله بن إدريس وجابر بن نوح, وأما ابن أبي حاتم فمن طريق الحسن بن صالح, أما ابن أبي شيبة والخلال فمن طريق وكيع, وأما ابن زنجويه فمن طريق يعلى بن عبيد, وابن المنذر وسعيد بن منصور من طريق مروان بن معاوية, جميعهم عن إسماعيل بن أبي خالد به نحوه
وقال محقق التفسير من سنن سعيد بن منصور وهو الدكتور سعد بن عبد الله آل حميد سنده صحيح
وقد أعله الحسن بن عباس بن قطب محقق السنة للخلال ط الفاروق بالانقطاع بين مصعب بن سعد وعلي رضي الله عنه ونقل عن العلائي قال قال أبو زرعة لم يسمع من علي كما في جامع التحصيل في أحكام المراسيل صلاح الدين العلائي ص 280 ط عالم الكتب ونقله عن ابن أبي حاتم من كتابه المراسيل صفحة206 ط الرسالة قال :"قال أبو زرعة مصعب بن سعد لم يسمع من علي"

وقد تمسك المرجئ عبدالعزيز الريس بقول أبي زرعة في مقال له بعنوان وقفات ثمانية مع حلقة غلاة الطاعة على موقعه
ولكن قد اثبتَ سماع مصعب من علي كل من
1- ابن سعد رحمه الله قال :"مصعب بن سعد بن أبي وقاص, وقد روى عن علي ونزل الكوفة وتوفي بها سنة ثلاث ومائة, وروى عنه إسماعيل بن أبي خالد وغيره. وكان ثقة كثير الحديث." [الطبقات الكبرى ط دار الكتب العلمية ترجمة رقم 2216 ]
2- البخاري رحمه الله قال :"مصعب بن سعد أبو زرارة القرشي الزهري سمع أباه وعلي بن أَبي طالب وابن عمر قاله محمَّد بن مثنى عن ابن مهدي عن شُعبة عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد أنّه أدرك أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلم"[التاريخ الكبير ترجمة رقم 1514]
ونلاحظ هنا أن البخاري رحمه الله نقل سماع مصعب من الصحابة بإسنادٍ ومن بينهم علي رضي الله عنه
3- أبوحاتم الرازي رحمه الله قال ابنه:"مصعب بن سعد بن أبي وقاص مالك أبو زرارة القرشي الزهري مديني روى عن علي وأبيه وابن عمر روى عنه أبو إسحاق السبيعي وعاصم وسماك وإسماعيل بن أبي خالد، مات سنه ثلاث ومائة سمعت أبي يقول ذلك." [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ترجمة رقم 1403 ط العثمانية ]
4- مسلم بن الحجاج رحمه الله قال: "أبو زرارة مصعب بن سعد بن أبي وقاص سمع أباه وعليًا وابن عمر روى عنه أبو إسحاق وسماك وعاصم وعبد الملك بن عمير."[ الكنى والأسماء 1/349 ط الجامعة الإسلامية]
5- ابن حبان رحمه الله قال:"مصعب بن سعد بن أبي وقاص الزهري القرشي كنيته أبو زرارة يروي عن علي بن أبي طالب وطلحة وابن عمر روى عنه أبو إسحاق السبيعي وعاصم بن بهدلة مات سنة ثلاث ومائة" [ الثقات لابن حبان ترجمة رقم 5456 ط الهند ]
6- الذهبي قال: " مصعب بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني. وكان فاضلًا كثير الحديث.روى عن علي والكبار " [العبر في خبر من غبر 1/95 ط دار الكتب العلمية ]
8- المزي رحمه الله قال : " مصعب بن سعد بن أَبي وقاص القرشي الزهري، أبو زرارة المدني والد زرارة بْن مصعب, روى عن: أبيه سعد بن أَبي وقاص، وصهيب بن سنان، وطلحة بن عُبَيد الله، وعبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، وعدي بن حاتم، وعكرمة بن أَبي جهل، وعلي بن أَبي طالب" [تهذيب الكمال 28/24 ط الرسالة ]
9- ابن حجر العسقلاني قال:" مصعب بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني أبو زرارة المدني عن أبيه وعلي وغيرهما وعنه ابن أخيه إسماعيل بن محمد وطلحة بن مصرف" [لسان الميزان 7/495]
فلم ينكر سماع مصعب من علي إلا أبا زرعة رحمه الله, بل أثبت السماع من كان ملاصقًا له وهو أبو حاتم الرازي رحمه الله, والمثبت مقدم على النافي لزيادة علم عنده كما أن مصعبًا رحمه الله كان يسكن الكوفة وقد سكنها علي رضي الله عنه خلال فترة خلافته فقد كانت مقرها الكوفة, إذًا فاللقاء بينهما والسماع منه سهل وميسر
وقد ثبت عن مصعب رضي الله عنه أنه قال:"أدركت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حين شقق عثمان المصاحف" قال: "فأعجب"أو قال:لم يعب ذلك منهم أحد"[ البخاري في خلق أفعال العباد, وابن أبي داود في كتاب المصاحف]
فإذا كان قد ثبت أن عثمان شق المصاحف, فقد أعجب الصحابة بما فعل عثمان ومنهم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين فقد جاء عنه:"يا أيها الناس، لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيرًا في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله، ما فعل الذي فعل في المصاحفِ إلا عن ملأ منا جميعًا، قال: واللهِ لو وليت لفعلت مثل الذي فعل"[ابن أبي داود في كتاب المصاحف-وصحح ابن حجر اسناده-الفتح]
فيُفهم من هذين النقلين متابعة مصعب لعلي بن أبي طالب وقربه منه حتى أنه ينقل إعجابه من فعل عثمان رضي الله عنه
فالأثر إن شاء الله صحيح ولا مطعن فيه إلا ما جاء عن أبي زرعة وقد خالفه غيره من علماء الحديث منهم من سابقه ومنهم من عاصره وكان ملاصقًا ومصاهرًا له, بل نُقل هذا السماع بإسنادٍ كما عند البخاري رحمه الله
وقد ثبت الأثر بلفظ السماع من رواية ابن خزيمة رحمه الله من كتاب السياسة والتي نقلها ابن حجر في إتحاف المهرة [ 11/627] قال ابن خزيمة :" ثنا عبدة بن عبد الله، ثنا محمد يعني : ابن بشر، عن إسماعيل، هو ابن أبي خالد، عن مصعب بن سعد، سمعت عليًا على المنبر, بهذا قوله"
وإسناد ابن خزيمة صحيح
1- عبدة بن عبدالله الصفار الخزاعي
قال ابن حجر في التقريب :" عبدة ابن عبد الله الصفار الخزاعي أبو سهل البصري كوفي الأصل ثقة من الحادية عشرة مات سنة ثمان وخمسين وقيل في التي قبلها "
2- محمد بن بشر
قال ابن حجر في التقريب :" محمد ابن بشر العبدي أبو عبد الله الكوفي ثقة حافظ من التاسعة مات سنة ثلاث ومائتين "
قال عنه الذهبي في السير :" محمد بن بشر بن الفرافصة بن المختار بن رديح العبدي الحافظ، الإمام، الثبت، أبو عبد الله العبدي، الكوفي...ثم ذكر من حدث عنهم ومنهم إسماعيل بن أبي خالد "
ورواية عبدة بن عبدالله الخزاعي عن محمد بن بشر تكررت كثيرًا عند ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه فعلي سبيل المثال الأرقام ( 88-256-1425-2244 )
وقد ولد ابن بشر في خلافة هشام بن عبدالملك [سير أعلام النبلاء] التي استمرت من عام 105 إلى 125 أي إن عمره يدور ما بين العشرين إلى الأربعين عندما سمع من إسماعيل بن أبي خالد الآتي ذكره
3- وإسماعيل بن أبي خالد
قال ابن حجر في التقريب :" إسماعيل ابن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي ثقة ثبت من الرابعة مات سنة ست وأربعين "
قال عنه سفيان :" حفاظ الناس ثلاثة : إسماعيل بن أبي خالد, وعبد الملك بن أبي سليمان, ويحيى بن سعيد الأنصاري, وإسماعيل أعلم الناس بالشعبي وأثبتهم فيه."
فالأثر صحيح والحمد لله رب العالمين

ثانيًا : الأثر من حيث الدلالة
بدأ الأثر بلفظة "حق" وهي من الألفاظ التي تفيد الوجوب, فكل ما يندرج تحت لفظة "حق " فهو واجب القيام به قال ابن القيم رحمه الله :" ويستفاد الوجوب بالأمر تارة، وبالتصريح بالإيجاب والفرض والكتب، ولفظة "على"، ولفظة "حق" على العباد، وعلى المؤمنين، وترتيب الذم والعقاب على الترك، وإحباط العمل بالترك، وغير ذلك" [ بدائع الفوائد 4/1307 ط عالم الفوائد ]
وعليه فقد دل الأثر على عدة أمور
أ- وجوب الحكم بما أنزل الله
ب- وجوب أداء الأمانة
ج- وجوب السمع والطاعة للحاكم الذي يحكم بما أنزل الله, وإجابة دعوته
د- اشتراط السمع والطاعة للحاكم مقيد بأن يحكم بما أنزل الله, وهو ما يسمى عند الأصوليين مفهوم المخالفة1, وهو المعنى المستفاد أو المفهوم من اللفظ المخالف لمنطوق النص
وقد دل الأثر على حكمين وهما 1- وجوب تحكيم شرع الله 2-وجوب السمع والطاعة وقد عُلِّق القيام بالحكم الثاني بأن يأتي الإمام بالحكم الأول وذلك بأداة الشرط في قوله" فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ",فيفهم وحسب مفهوم المخالفة إنه لا سمع ولا طاعة إن لم يحكم بما أنزل الله
ومن أشهر أدلة دليل مفهوم المخالفة قوله تعالى {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (80) سورة التوبة
فهذه الآية فهمَ منها النبيُ صلى الله عليه وسلم أن الاستغفار فوق السبعين يغفر به للمنافقين"والخبر في البخاري ومسلم

--------------------------------

1- يسمى مفهوم المخالفة ب "دليل الخطاب " لأن الخطاب دل عليه, وهو أقسام ,والقسم الذي جاء به الأثر هو مفهوم الشرط وتعريفه "هو دلالة اللفظ المفيد لحكم معلق بشرط على ثبوت نقيضه عند إنتفاء الشرط, أي إن التعليق بالشرط يوجب وجود الحكم عند وجود الشرط, ويوجب عدم الحكم عند عدم الشرط" [الوجيز في أصول الفقه لعبدالكريم زيدان ص367 ]واللفظ المفيد لحكم معلق في الأثر هو حكم السمع والطاعة وعُلقَ بشرطٍ وهو الحكم بما أنزل الله فإن انتفى الشرط ثبت نقيض اللفظ المفيد وهو هنا عدم السمع والطاعة
ويعرفه عبدالله الجديع هداه الله:"هو أن يدلَّ اللَّفظُ المقيَّدُ بشرطٍ على ثبوتِ نقيضهِ عندَ انتِفاءِ الشَّرطِ."تيسيرُ علم أصول الفقه ص318 وهنا اللفظ المقيد بشرط "السمع والطاعة " ويثبت نقيضه "عدم السمع والطاعة " عند انتفاء الشرط " الحكم بما أنزل الله "

دراسة مختصرة عن أثر " حق عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَحْكُمَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ" وبيان دلالته

السبت، 26 يناير 2019

العنايةُ بالقواعد و المُحكمات هي أساس الهداية ، ومُقدّمةُ التأصيل

   {العنايةُ بالقواعد و المُحكمات هي أساس الهداية ،  ومُقدّمةُ التأصيل  }

من  خلال مُدارستي مع كثير من الطّلاب علمَ العقيدة 
كنتُ أجدُ بعضَ الشباب المُتعجّل للدخول في التفاصيل والتطرُّق للجزئيات قبل وقتها، المُولعِ بإيراد الإشكالات والشبهات حتى دون أدنى داعٍ ، ودُون أن يتصور أو يُحْكم أصلَ ما يُقال أو حتى يفهمه جيدا أو يعرف أدلته ووجهَها !

كأن تراه – مثلا - في بداية مُدارستنا لمسائل الإيمان، والصفات، وإخلاص العبادة، والقَدَر، والنّبوّات  وبيان قواعدها الإجماليّة، ومُحكماتها الكُليّة، وأهم مسائلها  :  يتعرض للمسائل الجزئية الفرعيّة التي لا ذكر لها في هذا المقام ولا تناسبه كمسألة الإعذار بالجهل، أو الحكم بغير ما أنزل الله أو الخروج على الحاكم، أو صفة العينيْن، أو عصمة الأنبياء  أو نحوها ، و يريدُ تفصيلها دُون أن يتعرف على :
القواعد و المُحكمات في تلك الأبواب، ولا الأدلة عليها ووجهها
ولا تَعرّفَ على المسائل الكبرى فيها.

أو تراه :  يذكر شبهاتٍ لا تُناسب الكتاب، ولا تناسب مستواه كمبتدي، ولا موضوع الدرس و الهدف منه.

مشغولٌ دائما ب : كيف نَقنع غير السُّني، أو العلماني أو الملحد أو غيره ، مُغرم بالمناظرات و الردود
يتفنّن في اختراع شبهات لا رُبما لا أعلم في حياتي من أثاراها، أو فكّر فيها .

 و مع هذا : فهو لا يعتني بضبط الأبواب و لا القواعد ولا المُحكمات  ..
ويقول : أريد أن أتخصص في ردّ الشبهات ! ، هكذا كأنّه يمكنه أن يبدأ بذلك و يتخطّى   التأصيل العلمي  .

قلتُ: و الله لم أر واحدا من هؤلاء  أفلحَ في دراسته

بل : يعيش في اضطراب و قلق و شبهاتٍ هو مَن أدخل نفسه فيها دون أدنى داعٍ ، فلا هو مُتعلمٌ مستيقنٌ مُطمئن ، و لا هو (من باب أولى) يستطيع أن يُقرّر حقّا، أو يُفصّل باطلا و يكشف زيفه !!!
و والله كثير منهم ترك طلب العلم من أساسه!.

و وُجود هؤلاء قد أفسدَ كثيرا من الدورات العلمية حيث يخرجُ المُعلِّمَ عن موضوع الدرس وهدفه فيتحوّل الدرس إلى فتاوى مبتورة، أو جدالٍ ناقص لا يزيدُ الأمور إلا التباسًا ، و يجني على موضوع الدورة الأساس!.

و لا يتحمّل ذلك هؤلاء وحدهم. بل يتحمّله كذلك المعلّمُ قليلُ الوعْي  حيث لا يعِي دوره كمعلّم مُديرٍ للدرس  يفهم طبيعة عمله و موضوع درسه و أهدافه فلا يحيدُ عنها إلا لما هو في صالحها .

أخي الكريم :
- اعتن بنفسك ، واطلب الهدى لها من وجهه أوَلًا قبل أن تفكّر في تفاصيل وجزئيات، أو دفع إشكالات، أو رَد شبهات أو إقناع مخالف .

-و اطلب المُحكمات و القواعد و اعرفْ حُجَجَها، وكبار المسائل و صورتها و اطلب الحق فيها بأدلته ووجه الاستدلال منها ، ثم ما أشكل عليها و رَدَه ، ثم استقِم عليه .

-ثم اطلب علم الاستدلال و التقرير، وطرائق النقد و المناظرة
-ثم فكّر  بعد ذلك في أن تُقنع غيرك ، و ادخل البيوت من أبوابها                                                 
و قريبٌ من  ذلك قول الإمام ابن تيمية رحمه الله : ((لابد أن يكون مع الإنسان أصولٌ كليةٌ تُرَدُّ إليها الجزئياتُ، ليتكلم بعلم وعدل، ثم يعرف الجزئيات: كيف وقعت، وإلا فيبقى في كذبٍ وجهلٍ في الجزئيات، وجهلٍ وظلمٍ في الكليات؛ فيتولد فساد عظيم)).

وقال : ((إنَّ معرفةَ أصول الأشياء و مبادئها، ومعرفة الدِّين و أصلِّه ،وأصلِ ما تولّد فيه = من أعظم العلوم نفعا إذ المرءُ مالم يُحط علما بحقائق الأشياء التي يحتاج إليها يبقى في قلبه حَسَكة )).

كتبه : حسين عبدالرازق

وهذا الكلام يستقيم مع ما جاء

عن ذي النون بن إبراهيم المصري (ت 245 وقيل 250)قال: «من أعلام البصر بالدين معرفة الأصول لتسلم من البدع والخطأ والأخذ بالأوثق من الفروع احتياطا لتأمن»

وعن أبي القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد الشافعي(ت  360 )قال: «إن من حق البحث والنظر الإضراب عن الكلام في فروع لم تحكم أصولها والتماس ثمرة لم تغرس شجرها وطلب نتيجة لم تعرف مقدماتها»

وقال الأصمعي : " سمعت أعرابيا يقول: إذا ثبتت الأصول في القلوب نطقت الألسن بالفروع والله يعلم أن قلبي لك شاكر ولساني لك ذاكر وهيهات أن يظهر الود المستقيم من القلب السقيم "

قال أبو عمر (ابن عبد البر) رحمه الله : " ولقد أحسن القائل:

وكل علم غامض رفيع ... فإنه بالموضع المنيع
لا يرقى إليه إلا عن درج ... من دونها بحر

العنايةُ بالقواعد و المُحكمات هي أساس الهداية ، ومُقدّمةُ التأصيل

الأربعاء، 2 يناير 2019

هلاك الأقوام

هلاك الأقوام


آية جامعة:
﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40].

مقدمات الهلاك:
إبلاغ، إقناع، تحذير، عناد وتكذيب المهلكين، شكوى ودعاء الرسول، علم الرسول بحتمية النجاة والهلاك، العاقبة للمتقين.

هلاك قوم نوح:
وسيلة الهلاك: الغرق بالطوفان:
إبلاغ:
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [هود: 25].

﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [المؤمنون: 23].

﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [الشعراء: 106].

﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 14].

﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [الشعراء: 106].

إقناع:
﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [الأعراف: 59].

﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ ﴾ [يونس: 71].

﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [نوح: 1].

عناد وتكذيب المهلكين:
﴿ قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ [هود: 32].

﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الشعراء: 105].

﴿ قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ ﴾ [الشعراء: 116].

﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ ﴾ [ص: 12].

﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴾ [غافر: 5].

﴿ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ ﴾ [غافر: 31].

﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ﴾ [ق: 12].

﴿ وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾ [الذاريات: 46].

﴿ وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى ﴾ [النجم: 52].

﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ﴾ [القمر: 9].

شكوى ودعاء الرسول:
﴿ قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [نوح: 21].

﴿ وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴾ [نوح: 26].

علم الرسول بحتمية النجاة والهلاك:
﴿ وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [هود: 36].

﴿ قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [هود: 48].

﴿ وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنبياء: 76].

﴿ وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الفرقان: 37].

﴿ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴾ [الصافات: 75].

العاقبة للمتقين:
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 109].

هلاك قوم لوط:
وسيلة الهلاك:
حاصب مرسل، مطر السوء، انقلاب الموضع، إمطار حجارة من سجيل، إمطار حجارة من سجيل منضود، حجارة من طين، الصيحة.

إقناع:
﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 80].

﴿ وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ ﴾ [هود: 89].

﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [الشعراء: 161].


﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾ [النمل: 54].

﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ [العنكبوت: 28].

تحذير:
﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [الشعراء: 161].

عناد وتكذيب:
﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الشعراء: 160].

﴿ قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴾ [الشعراء: 167].

﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ ﴾ [القمر: 33].

شكوى ودعاء الرسول:
﴿ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ﴾ [هود: 77].

﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾ [النمل: 56].


﴿ وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 33].

علم الرسول بحتمية النجاة والهلاك:
﴿ قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴾ [هود: 81].

وسيلة الهلاك:
﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ﴾ [القمر: 34].

﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 84].

﴿ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ﴾ [هود: 82].

﴿ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ﴾ [الحجر: 74].

﴿ وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا ﴾ [الفرقان: 40].

﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِين ﴾ [الشعراء: 173].

﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ﴾ [النمل: 58].

﴿ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ ﴾ [الذاريات: 33].

﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ﴾ [الحجر: 73].

﴿ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ ﴾ [الحجر: 66].

العاقبة للمتقين:
﴿ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الحجر: 59].

﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 71].

﴿ وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ﴾ [الأنبياء: 74].

﴿ قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 32].

﴿ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ ﴾ [الحجر: 66].

هلاك قوم هود:
وسيلة الهلاك: صاعقة، الريح العقيم، ريح صرصر عاتية، ريح صرصر في أيام نحسات، ريح صرصر في يوم نحس مستمر، ريح فيها عذاب أليم، الصيحة، القارعة.

إبلاغ:
﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف: 65].

﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ﴾ [هود: 50].

﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [الشعراء: 124].

﴿ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [الأحقاف: 21].

﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [الشعراء: 124].

إقناع:
﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 69].

﴿ وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ ﴾ [هود: 89].

تحذير:
عناد وتكذيب:
﴿ قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [هود: 53].

﴿ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ [هود: 59].

﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الشعراء: 123].

﴿ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾ [فصلت: 15].

﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴾ [القمر: 18].

شكوى ودعاء الرسول:
علم الرسول بحتمية النجاة والهلاك:
وسيلة الهلاك:
﴿ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ﴾ [فصلت: 13].

﴿ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ﴾ [الذاريات: 41].

﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ ﴾ [الحاقة: 4].


﴿ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴾ [الحاقة: 6].

﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ [فصلت: 16].

﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الأحقاف: 24].

﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ﴾ [القمر: 19].

﴿ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴾ [الحاقة: 6].

﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [المؤمنون: 41].

العاقبة للمتقين والهلاك للظالمين:
﴿ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾ [هود: 58].

﴿ وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ ﴾ [هود: 60].

﴿ وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى ﴾ [النجم: 50].

﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴾ [الفجر: 6].

هلاك قوم ثمود:
وسيلة الهلاك:
صاعقة العذاب الهون، القارعة، الطاغية، الدمدمة والتسوية، الصيحة والرجفة والجثوم في الدار.

﴿ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِي ﴾ [هود: 67].

﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ [الأعراف: 78].

إبلاغ:
﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الأعراف: 73].

﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾ [هود: 61].

﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [الشعراء: 142].

﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [العنكبوت: 36].

إقناع:
﴿ قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴾ [الشعراء: 155].

تحذير:
﴿ وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ ﴾ [الذاريات: 43].

﴿ وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ ﴾ [هود: 64].

﴿ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ﴾ [الشمس: 13].

عناد وتكذيب:
﴿ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ ﴾ [هود: 68].

﴿ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾ [الإسراء: 59].

﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الشعراء: 141].

﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ﴾ [النمل: 45].

﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ﴾ [القمر: 23].

﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ﴾ [الشمس: 11].

﴿ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الأعراف: 77].

﴿ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾ [الإسراء: 59].

﴿ فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ﴾ [الشعراء: 157].

﴿ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ ﴾ [القمر: 29].

شكوى ودعاء الرسول:
علم الرسول بحتمية النجاة والهلاك:
﴿ إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ ﴾ [القمر: 27].

﴿ فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴾ [هود: 65].

وسيلة الهلاك:
﴿ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ﴾ [فصلت: 13].

﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [فصلت: 17].

﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ ﴾ [الحاقة: 4].

﴿ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ﴾ [الحاقة: 5].

﴿ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا ﴾ [الشمس: 14].

﴿ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ [هود: 67].

﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ [الأعراف: 78].

العاقبة للمتقين والهلاك للظالمين:
﴿ وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى ﴾ [النجم: 51].

﴿ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا ﴾ [الشمس: 14].

هلاك قوم شعيب:
أسباب الهلاك:
الرجفة، الجثوم في الديار، الرجفة والجثوم في الدار، الصيحة والجثوم في الديار، يوم الظلة.

إبلاغ:
﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 85].

﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [الشعراء: 177].

إقناع وتحذير:
﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ﴾ [هود: 84].

عناد وتكذيب:
﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴾ [الأعراف: 88].

﴿ وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 90].

﴿ قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴾ [هود: 87].

﴿ قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ﴾ [هود: 91].

شكوى ودعاء الرسول:
وسيلة الهلاك:
﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ [الأعراف: 78].

﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ [العنكبوت: 37].

﴿ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ [هود: 94].

﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [الشعراء: 189].

العاقبة للمتقين:
﴿ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ [هود: 94].

﴿ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 92].

هلاك قوم فرعون:
 إبلاغ.
• إقناع.
• تحذير.
• عناد وتكذيب.
• شكوى ودعاء الرسول.
• علم الرسول بحتمية النجاة والهلاك.
• وسيلة الهلاك.
• العاقبة للمتقين.


كتبه / د حُسني حمدان 


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/64602/#ixzz5bTQ8TXIL
هلاك الأقوام

الجمعة، 14 ديسمبر 2018

كلمة مختصرة سديدة في معنى الإرجاء


كلمة مختصرة سديدة في معنى الإرجاء

((( ما معنى [ عقيدة الإرجاء ] بطريقة مبسطة - التي انتشرت بين كثير من المسلمين )))

----
( الإرجاء ) بطريقة مبسطة : هو عقيدة فاسدة متعلقة بـ خلل في ( الإيمان ) . . . أى إسلام العبد .
. .

فـ ( الإيمان ) عند أهل السنة مكون من 4 أشياء :

1 - قول القلب .
2 - عمل القلب
3 - قول باللسان .
4 - عمل بالجوارح .
. .
فإذا أسلم العبد في الظاهر . . . فلابد أن يحقق هذه الأشياء الاربعة . . ولا يأتي بما يناقضها .
--
فهناك أشياء تضعف الإيمان ولا تبطله مثل : فعل الكبائر . . . كالزنا وشرب الخمر وعقوق الوالدين . . . . وغير ذلك .
. .
وهناك أشياء تبطل الإيمان ( أى : إسلام العبد ) وتخرجه من الدين ، مثل : عمل شيء من نواقض الإسلام التي تخرج من الملة ( كموالاة الكفار أو الاستهزاء بالدين أو سب الله أو الرسول أو دعاء غير الله، أو ترك العمل الواجب بالشرع عند القدرة عليه ... وغير ذلك ) .
---
فالمرجئة طائفة كبيرة منهم يخرجون الأعمال من الإيمان نهائيا . . . وطائفة منهم - وما أكثرهم في زماننا - يقولون : هو شرط كمال فقط وليس ركنا أساسيا !!
--
فعندهم إذا فعلت شيئا من نواقض الإسلام التي تخرج من الملة :
كموالاة الكفار أو الاستهزاء بالدين أو محاربة المسلمين وقتلهم وسجنهم وتعذيبهم من أجل إسلامهم أو نحيت الشريعة . . . فأنت عندهم مسلم ومؤمن .. ما دمت معتقدا بقلبك بلا إله إلا لله وتقول ذلك بلسانك !!
---
وبعد ذلك لا يهمك أن تقتل المسلمين من أجل إسلامهم أو توالي الكفار أو تستهزيء بالدين أو لم تطبق الشريعة .
فأنت عندهم مسلم مؤمن .
---
فحال المرجئة كحال من يقول لك : أنا مؤمن ببر الوالدين بقلبي . . ومعترف فيه بلساني . . ويأخذ الحذاء ويضرب به أمه على رأسها . ويقول لك : ( أنا بار بوالدتي ؟ !! ) . ويرى ذلك الإنسان المغفل هذا المجرم وهو يضرب أمه ويقول لك : هذا رجل بار بوالدته . . . ونعم البر . . ما دام أنه مؤمن بذلك بقلبه . . ويعترف بلسانه ؟ !
---
وهذا الإرجاء حذر منه سلفنا الصالح :

فقد قال الإمام سعيد بن جبير رحمه الله : ( المرجئة يهود القبلة ) .

وقال الأوزاعي قال : كان يحيى وقتادة يقولان: ( ليس من الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء) .

وعن الزهري قال : (ما ابتُدعت في الإسلام بدعة أضر على أهله من هذه) - يعني الإرجاء -

----
وقد عدَّ سلفنا الصالح ( المرجئة ) من الاثنتين وسبعين فرقة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنها أنها في النار . . بسبب معتقدهم الفاسد هذا الذي يخدر الأمة ويبعدها عن الاعتقاد الصحيح .

مستفاد مع تصرف 
كلمة مختصرة سديدة في معنى الإرجاء

الأربعاء، 17 أكتوبر 2018

معنى الاتباع وبيان مكانة السنة النبوية

معنى الاتباع وبيان مكانة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم للحافظ قوام السنة الأصبهاني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وآله وصحبه ومن والاه وبعد.
من جميل ما جاء عن علماء المسلمين القدامى في بيان معنى أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، و المنهجية العلمية الصحيحة في ذلك، ومتى ينظر في قول غيره، ومتى لا يعتد بمخالفه
هو ما ذكره الإمام الحافظ أبو القاسم قوام السنة التيمي الأصبهاني رحمه الله وهو المعروف بقوام السُنة ( ت 535)
قال رحمه الله : ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺴﻨﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺻﺢ ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -، ﻭﻧﻬﻴﻪ، ﺻﻐﻴﺮﻩ ﻭﻛﺒﻴﺮﻩ ﺑﻼ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﻟﻪ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺃﻭ ﻧﺎﺳﺦ ﻟﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻛﺬا، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﺑﺨﻼﻓﻪ ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﻌﻈﻴﻢ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ اﻟﺸﻲء ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﻀﻞ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺘﺮﻛﻪ ﻷﻥ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﻌﺎﻧﺪﺓ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﺃﺩﻧﻰ شئ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻧﻬﻴﻪ ﻋﻈﻴﻢ، ﻓﻤﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﻘﺒﻞ عن اﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻣﻦ ﻳﻄﻊ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻓﻘﺪ ﺃﻃﺎﻉ اﻟﻠﻪ}.
ﻭﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺗﻌﺮﺽ اﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺈﻥ ﻭاﻓﻘﺖ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭﺇﻻ اﺳﺘﻌﻠﻤﻨﺎ ﻇﺎﻫﺮ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻓﻬﺬا ﺟﻬﻞ؛ ﻷﻥ السنة ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻊ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺗﻘﺎﻡ ﻣﻘﺎﻡ اﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻟﻴﺲ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺳﻨﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻷﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻋﻠﻢ ﺧﻠﻘﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺻﺮاﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻓﻘﺎﻝ: {ﻭﺇﻧﻚ ﻟﺘﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺻﺮاﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ}
ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻣﻊ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ﺷﻲء ﺇﻻ اﻻﺗﺒﺎﻉ ﻭاﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺱ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮاﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ اﻵﺩﻣﻴﻴﻦ ﺗﺒﻊ ﻟﻬﺎ، ﻭﻻ ﻋﺬﺭ ﻷﺣﺪ ﻳﺘﻌﻤﺪ ﺗﺮﻙ اﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﺣﺠﺔ ﻟﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﻣﻊ قول ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺇﺫا ﺻﺢ.
ﻓﺈﺫا ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺷﻲء ﻭﻭﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻬﻢ اﻷﺋﻤﺔ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭاﻟﺤﺠﺔ اﻋﺘﺒﺎﺭا ﺑﻜﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻭﺑﺄﺧﺒﺎﺭ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺮ ﻭاﻟﺼﺪﻕ ﻭاﻷﻣﺎﻧﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻋﻦ ﻣﻦ اﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﻭﻗﺎﻝ: {ﺃﻃﻴﻌﻮا اﻟﻠﻪ ﻭﺃﻃﻴﻌﻮا اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺃﻭﻟﻲ اﻷﻣﺮ ﻣﻨﻜﻢ}
ﻭاﺧﺘﻠﻒ اﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻭﻟﻲ اﻷﻣﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻫﻢ اﻟﻌﻠﻤﺎء، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻫﻢ اﻷﻣﺮاء، ﻭﻛﻞ ﻫﺬا ﻗﺪ اﺟﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ اﻷﻣﺮاء، ﻭاﻟﺨﻠﻔﺎء ﻭاﻟﻌﻠﻤﺎء ﻭاﻟﻔﻘﻬﺎء.
ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻭاﻟﺴﺎﺑﻘﻮﻥ اﻷﻭﻟﻮﻥ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭاﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭاﻟﺬﻳﻦ اﺗﺒﻌﻮﻫﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺭﺿﻮا ﻋﻨﻪ}
ﺃﺧﺒﺮ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻧﻪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺭﺿﻲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻭﺭﺿﻲ ﻋﻤﻦ اﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﻓﻬﻢ اﻟﻘﺪﻭﺓ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ اﻟﺤﻖ ﻭﺃﻗﺮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻟﻤﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺭﺿﺎﻩ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻭﺻﻔﻬﻢ اﻟﺮﺳﻮﻝ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻘﺎﻝ:
" ﺧﻴﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻗﺮﻧﻲ ﺛﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻮﻧﻬﻢ، ﺛﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻮﻧﻬﻢ ".
ﻭﻗﺎﻝ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: " ﻣﺜﻞ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﻨﺠﻮﻡ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻳﻬﺘﺪﻱ ﺑﻬﺎ ﻓﺒﺄﻳﻬﻢ ﺃﺧﺬﺗﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ اﻫﺘﺪﻳﺘﻢ ".[ عبد بن حميد في مسنده، وابن بطة في الإبانة الكبرى]
ﻭﻗﺎﻝ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: " ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﻋﺮﻓﺘﻢ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﻲ ﻭﺳﻨﺔ اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ اﻟﻤﻬﺪﻳﻴﻦ ﺑﻌﺪﻱ ". ﻓﺤﺾ ﻋﻠﻰ اﺗﺒﺎﻉ اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ، ﻭﺃﺟﻤﻞ ﻓﻲ.
ﻗﻮﻟﻪ: " ﻣﺜﻞ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﻨﺠﻮﻡ " ﻭﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺸﻬﻮﺭ.
ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺃﻓﻴﻘﺘﺪﻱ ﺑﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻓﺘﻮا: ﺃﻥ اﻟﻤﺎء ﻣﻦ اﻟﻤﺎء، ﻭﻓﻲ اﻟﺮﺧﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺘﻌﺔ، ﻭﻓﻲ اﻟﺼﺮﻑ، ﻭﻓﻲ اﻟﺠﻨﺐ ﺇﺫا ﻟﻢ ﻳﺠﺪ اﻟﻤﺎء ﺃﻥ ﻳﻐﺘﺴﻞ، ﻭﻓﻲ ﺗﺮﻙ اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻔﻴﻦ.
ﻓﻴﻘﺎﻝ: ﻧﺘﺒﻊ ﻓﻲ ﻫﺬا ﺃﻣﺮ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﻧﻬﻴﻪ، ﻷﻧﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮا ﻛﺎﻟﻨﺠﻮﻡ ﻓﻠﻴﺴﻮا ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻛﺎﻟﻨﺠﻮﻡ ﺇﺫا ﺧﺎﻟﻒ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻗﻮﻟﻪ، وﻣﺜﻞ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻌﻬﻢ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻊ اﻟﻨﺠﻮﻡ ﺇﺫا ﻃﻠﻌﺖ الشمس ﻟﻢ ﻳﺒﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻮﻛﺐ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻓﻴﻤﺎ ﺫﻛﺮ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻴﺆﺧﺬ ﺑﻔﻌﻠﻪ، ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺃﻗﺎﻭﻳﻠﻬﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﻣﺮ ﺃﻭ ﻧﻬﻲ، ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﺣﻮاﺩﺙ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭاﻷﺣﻜﺎﻡ ﻓﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﻟﻢ نجد ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺧﻼﻓﻬﺎ ﻓﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﻛﺎﻟﻨﺠﻮﻡ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺘﺪﻱ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء.
 ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﻗﻠﺒﺎ ﺧﻴﺮا ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﺎﺻﻄﻔﺎﻩ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﺑﻌﺜﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ، ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻮﺟﺪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺧﻴﺮ ﻗﻠﻮﺏ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﺠﻌﻠﻬﻢ ﻭﺯﺭاء ﻧﺒﻴﻪ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻓﻤﺎ ﺭﺁﻩ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺣﺴﻨﺎ، ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﺣﺴﻦ، ﻭﻣﺎ ﺭﺁﻩ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺳﻴﺌﺎ ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﺳﻲء.[صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه]
ﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻨﺨﻌﻲ: ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻐﺴﻠﻮا ﺇﻻ اﻟﻈﻔﺮ ﻣﺎ ﺟﺎﻭﺯﻧﺎﻩ، ﻛﻔﻰ ﺇﺯﺭاء ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﺃﻥ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ.[الدارمي في سننه، وأبو نعيم في الحلية]
ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﻣﻄﻴﻊ اﻟﺒﻠﺨﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻗﺎﻝ: ﺇﺫا ﺻﺢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺷﻲء ﻟﺰﻣﻨﺎ اﻷﺧﺬ ﺑﻪ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﻋﻨﻪ ﻭﻭﺟﺪﻧﺎ ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻜﺬﻟﻚ، ﻓﺈﺫا ﺟﺎء ﻗﻮﻝ اﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺯاﺣﻤﻨﺎﻫﻢ.[البيهقي في المدخل الكُبرى]
وﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ: ما ﺟﺎءﻛﻢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﺨﺬﻭا ﺑﻪ ﺛﻢ ﻣﺎ ﺟﺎءﻛﻢ ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﺨﺬﻭا ﺑﻪ ﻭﺩﻋﻮا ﺃﻗﺎﻭﻳﻠﻨﺎ.
ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ: ﺇﺫا ﺻﺤﺖ اﻟﺴﻨﺔ ﺑﻄﻞ ﻛﻞ ﺭﺃﻱ ﻛﺎﻥ ﺧﻼﻓﻬﺎ، ﻷﻥ اﻟﺴﻨﺔ ﻻﺯﻣﺔ، ﻭاﻟﺮﺃﻱ ﺭﻫﻴﻨﺔ اﻟﺨﻄﺄ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺑﻴﺢ اﺟﺘﻬﺎﺩ اﻟﺮﺃﻱ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﺃﺑﺎﺡ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻟﻤﻌﺎﺫ، ﻭﻣﺎ ﺃﺑﺎﺡ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻟﺸﺮﻳﺢ، ﻭﻣﺎ ﺃﺑﺎﺡ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻷﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ.
ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺣﻤﺺ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﻌﺎﺫ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ ﻟﻤﻌﺎﺫ ﺣﻴﻦ ﺃﺭاﺩ ﻳﺒﻌﺜﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻴﻤﻦ ﻗﺎﻝ: " ﺑﻤﺎ ﺗﻘﻀﻲ؟ ﻗﺎﻝ: ﺑﻜﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﺴﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -. ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﺫا ﻟﻢ ﺗﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: اﺟﺘﻬﺪ ﺭﺃﻳﻲ. ﻗﺎﻝ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻭﻓﻖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﺿﻲ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ".[أبو داود، والترمذي وغيرهما ]
ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻦ ﺷﺮﻳﺢ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﺫا ﺟﺎءﻙ ﺷﻲء ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻓﺎﻗﺾ ﺑﻪ، ﻓﺈﻥ ﺟﺎءﻙ ﺷﻲء ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﺎﻗﺾ ﺑﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺟﺎءﻙ ﺷﻲء ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﻓﻴﻪ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﺨﺬ ﺑﻪ، ﻓﺈﻥ ﺟﺎءﻙ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻗﺒﻠﻚ ﻓﺎﺧﺘﺮ ﺃﻱ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﺷﺌﺖ، ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﺗﺠﺘﻬﺪ ﺭﺃﻳﻚ ﻓﺘﻘﺪﻡ، ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﻓﺘﺄﺧﺮ، ﻭﻻ ﺃﺭﻯ اﻟﺘﺄﺧﺮ ﺇﻻ ﺧﻴﺮا ﻟﻚ.[النسائي، وابن أبي شيبة في مصنفه وغيرهما]
ﻭمن ﺣﺪﻳﺚ اﺑﻦ ﻇﻬﻴﺮ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ -: ﻣﻦ ﻋﺮﺽ ﻟﻪ ﻣﻨﻜﻢ قضاء ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮﻡ ﻓﻠﻴﻘﺾ ﻓﻴﻪ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ تعالى، ﻓﺈﻥ ﺃﺗﺎﻩ ﺃﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺾ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺾ ﺑﻪ اﻟﺼﺎﻟﺤﻮﻥ ﻓﻠﻴﺠﺘﻬﺪ. [النسائي، وابن أبي شيبة في مصنفه وغيرهما ]
 ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: " ﺩﻉ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺒﻚ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺮﺑﻚ ". [الترمذي،والنسائي]

الحُجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السُنة
للإمام الحافظ قوام السنة أبي القاسم إسماعيل التيمي الأصبهاني رحمه الله
ط مكتبة فياض _ المنصورة _ مصر
تحقيق د/ عادل أحمد إبراهيم 
معنى الاتباع وبيان مكانة السنة النبوية
جميع الحقوق محفوظة ل مدونة سبيل الرشد 2016